[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أول من شرب منقوع المتة هم السكان الأصليون لأمريكا الجنوبية وخاصة الأرجنتين والبرازيل والأوروغواي وباراغواي. وهي شراب يحضّر من منقوع أوراق وعيدان شجرة المتة Ilex paraguariensis؛ حيث يظهر من الاسم العلمي للشجرة أن حكاية المتة بدأت في الباراغواي ثم انتقلت إلى كافة أرجاء أمريكا الجنوبية ثم إلى أوروبا بعد الاحتلال الإسباني لباراغواي، واليوم تجتاح المتة أكثر فأكثر الأسواق العالمية، كما تعتبر المتة المشروب الرسمي للأرجنتين، وهي أكبر مصدّر للمتة في العالم اليوم.
لقرونٍ طويلة اعتبرت المتة مشروباً شعبياً له قيمة اجتماعية وطبية كبيرة، وقد عرف منذ مدة طويلة تأثيرها المخفّض لشحوم الدم ولكن لا تُعرف بالضبط آلية هذا التأثير. ونحن الآن بصدد الحديث عن الدراسة التي أجريت على الهامستر لتحديد أثر شرب المتة على خفض شحوم الدم ولفهم آلية عملها في هذا الحيوان عند تغذيته على حمية “دسمة”.
المتة والشحوم:
يعتبر ارتفاع شحوم الدم أحد أهم أسباب الأمراض القلبية الوعائية بما فيها تصلب الشرايين والذبحة الصدريّة والجلطات كما يسبب أمراضاً دماغية، وقد تصدّر ارتفاع شحوم الدم قائمةَ الأخطار المُحدِقة بصحة الإنسان نتيجة الاستهلاك المتزايد للدهون المختلفة.
مؤخراً تجددت الرغبة في استخدام النباتات لتنظيم مستويات شحوم الدم، كما تجذب الكيماويات الطبيعية النباتية اهتماماً متزايداً – ليس فقط لأهميتها الصحية – بل لانخفاض سمّيتها مما يرشحها لتكون أنسب العلاجات طويلة المدى.
تحتوي المتة كغيرها من النباتات الطبية على العديد من المركبات الفعالة مثل عديدات الفينول والألكالويدات والسابونينات ثلاثية التريبيونيد والفلافونويدات. كما أنّ المتة غنية بالمركبات الفينولية التي عُرفت منذ فترة بعيدة بفوائدها البيولوجية إذ تتمتع بخواص صيدلانية هامة فهي مضادة للسموم وللالتهاب ومضادة للتطفّر (حدوث الطفرات الوراثيّة) وللسمنة بالإضافة لكونها خافضة لسكر الدم.
ملخص للدراسة ونتائجها:
لدراسة خصائص المتة الخافضة لشحوم الدم توجّب اختبار الحيوانات الأنسب كنماذج للتجربة ووُجِد أن الهامسترات هي الأنسب مقارنة بالفئران والجرذان وهي أفضل الحيوانات لدراسة استقلاب الشحوم لأن استقلاب الكوليسترول عندها يشبه استقلابه عند البشر.
تم تقصّي نشاط الإنزيمات المسؤولة عن استقلاب الليبوبروتين (البروتين الدّسم) كما رُوقب التعبير الوراثي للمورثات المسؤولة عن تشكل الليبيدات (الدهون) و عن أكسدة الليبيدات في الكبد. وأجريت الدراسة على خمسين من الهامسترات الذهبية السورية حيث نتج عن الدراسة بعد ثمانية أسابيع من استهلاك المتة انخفاض معدلات اكتسابها للوزن كما انخفض مستوى ليبيدات دمها وزاد استهلاك المتة من نشاط الإنزيم المضاد للأكسدة وحسّن من نشاط إنزيم الليبوبروتين ليباز المفكك للدهون وإنزيم الليباز الكبدي أيضاً.
تحدّ المتة أيضاً من فرط شحوم الدم عبر خفض تشكل بيروكسيدات الدهون و تحسين الوظيفة البطانية الوعائية مما يساعد على استقلاب أفضل لها عن طريق التدخل في تعبير المورثات المسؤولة عن أكسدة الليبيدات و تكون الشحوم.